مدة النوم
يُعتبر الحصول على قسط كافٍ من النوم واحدًا من أهم العوامل للصحة الجسدية والنفسية على حد سواء. توصي المؤسسة الوطنية للنوم بأن يهدف البالغون إلى النوم من ست إلى عشر ساعات كل ليلة. ومع ذلك تُظهر الأبحاث أن هناك اختلافات واسعة بين الأفراد، فبعض الأشخاص يُعتبرون "نائمين معتادين لفترات طويلة" حيث ينامون حوالي عشر ساعات في الليلة، بينما آخرون يعملون بشكل طبيعي كـ"نائمين معتادين لفترات قصيرة" حيث ينامون أقل من ست ساعات. هذا يعني أن مدة النوم وحدها ليست المقياس الوحيد لجودة النوم. فإذا كنت تنام أقل من المعيار الموصى به بانتظام ولكنك تستيقظ وأنت تشعر بالانتعاش فهذا لا يُعتبر أرقًا، وبالمثل فإن تمديد مدة النوم لا يؤدي بالضرورة إلى تحسين التعافي، والبقاء في السرير لفترات طويلة قد يقلل في الواقع من جودة النوم.
النوم يتكون من دورات تشمل نوم غير حركة العين السريعة بمراحله الخفيفة والعميقة بالإضافة إلى نوم حركة العين السريعة. تستمر كل دورة حوالي تسعين إلى مئة دقيقة، وتشمل الليلة النموذجية أربع إلى ست دورات كاملة. يتبع نمط الدورة عادة انتقالًا من اليقظة إلى النوم الخفيف ثم النوم العميق ثم العودة إلى النوم الخفيف وأخيرًا نوم حركة العين السريعة. ومن المهم أن نذكر أن هذه الدورات ليست متطابقة، ففي الجزء الأخير من الليل تصبح مراحل نوم حركة العين السريعة أطول بينما يصبح النوم العميق أقصر، مما يضمن التوازن بين التعافي الجسدي والمعالجة الإدراكية.
النوم العميق
النوم العميق ويُسمى أيضًا نوم الموجات البطيئة هو المرحلة التي يتباطأ فيها نشاط الدماغ بشكل ملحوظ ويصبح التنفس أكثر انتظامًا وينخفض ضغط الدم. هذه هي المرحلة الأكثر ترميمًا في النوم، وإذا تم إيقاظك خلالها فقد تشعر بالدوخة أو الثقل أو الارتباك. في هذه المرحلة يتمكن الدماغ من الراحة الكاملة ويتم التخلص من التعب ويُعاد تعزيز الاستقرار العاطفي. يلعب النوم العميق دورًا حيويًا في استعادة الطاقة واستقرار المزاج والحفاظ على التوازن النفسي، وبشكل عام كلما طالت مدة النوم العميق زادت جودة النوم. ومع ذلك فإن النسب المرتفعة بشكل مستمر من النوم العميق على المدى الطويل قد تشير إلى حالات صحية معينة ويُنصح في هذه الحالات باستشارة طبية متخصصة.
لتحسين النوم العميق توصي الكلية الأمريكية للأطباء بالعلاج المعرفي والسلوكي كخيار أول لعلاج الأرق. كما تُظهر الدراسات السريرية أن المصابين بالأرق المزمن غالبًا ما يعانون من عادات نوم سيئة. يمكن أن تشمل التحسينات معالجة العوامل النفسية مثل تقليل الإثارة والقلق والاكتئاب التي تزيد من النوم الخفيف وتقلل من النوم العميق، وكذلك العوامل الفسيولوجية مثل إدارة التعب أو الألم أو الانزعاجات المرتبطة بالمرض التي تعيق النوم العميق. العوامل البيئية لها تأثير أيضًا مثل تحسين غرفة النوم لتكون هادئة ومظلمة ومريحة مع اختيار أغطية ووسائد مناسبة. إيقاع الحياة اليومي له دور أساسي حيث أن جداول النوم غير المنتظمة أو نوبات العمل الليلية أو اضطراب اختلاف التوقيت يمكن أن يربك الساعة البيولوجية. النظام الغذائي له دور كذلك إذ يُنصح بتجنب الكافيين والنيكوتين والكحول والوجبات الثقيلة قبل النوم. أما النشاط البدني فإن ممارسة الرياضة المعتدلة خلال النهار يمكن أن تزيد من النوم العميق بينما تؤدي التمارين المرهقة قبل النوم مباشرة إلى رفع درجة حرارة الجسم وتأخير الدخول في النوم.
النوم الخفيف
النوم الخفيف هو المرحلة التي يتباطأ فيها نشاط الدماغ ويصبح التنفس ومعدل ضربات القلب أكثر استقرارًا ويدخل الجسم في حالة راحة مع البقاء سهل الاستيقاظ. يُعتبر النوم الخفيف ضروريًا، حيث إن الاستيقاظ القصير خلاله هو آلية وقائية طبيعية، ولكن عندما يشكل جزءًا كبيرًا جدًا من الليل فقد تستيقظ وأنت تشعر بعدم الانتعاش والتعب.
إن زيادة نسبة النوم الخفيف غالبًا ما تنتج عن نفس العوامل التي تقلل من النوم العميق. اتباع نفس استراتيجيات التحسين مثل تقليل التوتر، وتصحيح الجداول غير المنتظمة، وتحسين بيئة النوم، والحد من المنبهات، وموازنة النشاط البدني يمكن أن يساعد على زيادة نسبة المراحل الترميمية في دورة النوم.
نوم حركة العين السريعة (REM)
يتميّز نوم حركة العين السريعة بحركات عين سريعة تحت الجفون، ويبلغ معظم الأشخاص الذين يستيقظون خلال هذه المرحلة عن رؤيتهم للأحلام. تبقى العضلات في حالة شلل كآلية وقائية تمنعنا من تنفيذ أحلامنا فعليًا، وهو ما يفسر لماذا تبدو الأحلام في كثير من الأحيان وكأنك غير قادر على الحركة أو الصراخ.
الاستيقاظ الليلي
تتراوح فترات الاستيقاظ أثناء الليل بين إثارات قصيرة جدًا لا يكاد يلاحظها الشخص وبين انقطاعات أطول. معظم الناس يمرون بما يصل إلى استيقاظين في الليلة مع وقت استيقاظ إجمالي يقل عن عشرة في المئة من الليل. أما الاستيقاظات المتكررة فقد تشير إلى الأرق أو اضطرابات في دورات النوم. إذا كنت تستيقظ كثيرًا وتجد صعوبة في العودة إلى النوم ويصاحب ذلك تعب أو قلق أو تهيج فهناك بعض الاستراتيجيات المفيدة.
من المهم الحفاظ على روتين نوم واستيقاظ صارم بغض النظر عن جودة نوم الليلة السابقة. التعرض لضوء النهار في الصباح وتقليل القيلولات وتجنب النوم الطويل في النهار يساعد على تحسين النوم الليلي. كما يُنصح بتجنب الأنشطة المحفزة قبل النوم مثل مشاهدة التلفاز أو استخدام الهاتف أو الانشغال بحل المشكلات. في حال استيقظت خلال الليل حاول أن تبقى هادئًا وتجنب النظر إلى الساعة بشكل متكرر. كذلك فإن الحفاظ على بيئة نوم مريحة من حيث درجة الحرارة والتحكم في الضوضاء والإضاءة يعزز النوم المستمر. ممارسة نشاط بدني معتدل خلال النهار يمكن أن يدعم النوم الليلي، مع ضرورة تجنب التمارين الشديدة في وقت متأخر من المساء.
القيلولة
يمكن أن تساعد القيلولة على استعادة اليقظة والطاقة خاصة إذا كان نوم الليل غير كافٍ. القيلولة المثالية تكون بين خمس عشرة إلى ثلاثين دقيقة وقبل الساعة الواحدة ظهرًا. القيلولات الأطول، خصوصًا التي تتجاوز خمسًا وأربعين دقيقة، قد تدخلك في نوم عميق وتؤدي إلى شعور بالكسل أو الدوار أو الغثيان عند الاستيقاظ.
أخذ قيلولة في وقت متأخر من اليوم يمكن أن يعيق نوم الليل لأنه يربك إيقاعات درجة حرارة الجسم. أفضل وقت للقيلولة يتماشى مع الانخفاض الطبيعي في درجة حرارة الجسم منتصف النهار والذي يزيد من النعاس. يُحسب النوم لمرة واحدة والذي تقل مدته عن ساعة كقيلولات متقطعة.
كيف يساعدك NAVA
يتتبع تطبيق خاتم نافا مراحل النوم بما في ذلك النوم الخفيف والعميق ونوم حركة العين السريعة، بالإضافة إلى المدة الكلية وفترات الاستيقاظ الليلي. كما يقيس مؤشرات التعافي مثل تباين معدل ضربات القلب ومعدل النبض وتغيرات درجة حرارة الجسم. وبالاعتماد على هذه البيانات يقدم نافا توصيات شخصية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمساعدتك على تحسين جودة نومك وتصحيح الاختلالات والاستيقاظ وأنت تشعر بالانتعاش.